جبران خليل جبران
أنا خيوط فضيةٌ تَطرحني الآلهة من الأعالي فتأخذني الطبيعة وتنمق بي الأودية.
انا لآلئ جَميلةٌ نُثِرت من تاج عشتروت فسرقتني ابنة الصباح ، ورصَّعَت بي الحقول .
أنا أبكي فتبتسِمُ الطُّلول ، وأتَّضِعُ فترتفع الأزهار . الغيمة والحقل عاشقانِ وأنا بينهما رسول مُسعِفٌ أَنهَمِلُ فَأُبَرِّدُ غَليلَ (1)هذا وأشفي عِلَّةَ تِلك.
صَوتُ الرعد وَأسيافُ البرقِ تُبَشِّرُ بِقدومي وقوسُ قُزَحَ يُعلِنُ نهايةَ سفرَتي - كذا الحياة الدنيا تبتدِئُ بين أقدام المادة الغضبى وتنتهي على أكف الماء الهادئ .
أصعَدُ من قلبِ البُحيرَةِ وأسيرُ على أجنِحةِ الأثيرِ ، حتى إذا ما رأيتُ روضة جميلة سقطت وقبَّلتُ ثُغورَ أزاهِرِها وعانقتُ أغصانَها .
إشارات :
1- الغليل : شدة العطش .